نص برقية الدكتور محمد حسن الزيات (وزير الخارجية المصري)
إلى الرئيس محمد أنور السادات، يوم 7 أكتوبر 1973
من الوثائق المنشورة في الموقع الرسمي للرئيس أنور السادات ومن مكتبة الكونجرس ومن موقع مقاتل في الصجراء
د. يحي الشاعر
[h3]
نص برقية الدكتور محمد حسن الزيات (وزير الخارجية المصري)
إلى الرئيس محمد أنور السادات، يوم 7 أكتوبر 1973
صباح يوم 7 أكتوبر ـ مبكراً، في حوالي الساعة السادسة صباحاً ـ كان الرئيس "السادات" يقرأ برقية من وزير الخارجية، الدكتور "محمد حسن الزيات" من نيويورك، نصها على النحو التالي:
من نيويورك
برقية رمزية واردة برقم 6867
(سري للغاية ومحظور)
اتصل بي كيسنجر من واشنطن، وكان قد سافر إليها بعد أحداث الشرق الأوسط في الصباح، وذكر الآتي:
أ.
قال إنه كان مسروراً ومتفائلاً بإمكان بدء مجهود حقيقي وفعال بالتعاون المشترك لتسوية مشكلة الشرق الأوسط من حديثه معي يوم 5 أكتوبر.
وقد جاءت أحداث اليوم لذلك (6 أكتوبر مساء بتوقيت واشنطن) ـ مفاجأة وهو يرى أن القتال إذا لم يتوقف في وقت معقول فإن الأمر سيخرج عن أيدينا.
ب. وقال إن معلوماتهم وتقديرهم، وقد يكونوا مخطئين، هو:
أولاً: أننا نحن الذين بدأنا هجوم اليوم.
ثانياً: أن القتال إذا استمر فسينتهي بنجاح الجانب الآخر ـ الإسرائيليين. وتقديرهم أن الجانب الآخر سيقوم بهجوم مضاد كبير خلال اليومين القدمين.
ج. وقال أنه يود أن يذكر لي من جديد أنه إذا حدث ذلك فإنهم لا يوافقون على احتلال إسرائيل لأراضي جديدة.
د. وتساءل لذلك عن استحسان فكرة إصدار قرار من مجلس الأمن بإيقاف النار مع إعادة الحالة إلى ما كانت عليه.
هـ. وقال إن إثارة مناقشة في الجمعية العامة عندما تعاود الاجتماع يوم الاثنين القادم سيزيد من تعقيد الموضوع.
أجبته بما يلي:
أ. بأنه في أثناء حديثنا (يقصد حديثه السابق مع كيسنجر يوم 5 أكتوبر) تبين أن إسرائيل مطمئنة إلى قدرتها على المحافظة على إيقاف النار ومرتاحة إليه. ولا ترى داعياً لتغيير الحالة القائمة. وبالتالي فإن أمريكا لا تستطيع أن تضغط عليها للتوصل إلى مثل هذه التسويات التي تقبلها مصر ـ لذلك فمهما كانت أسباب حوادث اليوم ـ وهل هي حسبما شرحتها للجمعية العامة في خطاب مرسل اليوم، أو حسب معلومات واشنطن ـ فلا شك أنها تبين أن قناة السويس ليست حاجز الأمن الذي لا يمكن أن يخترق من جهة (ومن جهة أخرى) وأن إيقاف النار ليست هي حالة الدوام.
ب. إن اقتراح العودة إلى الحالة التي كانت قائمة، أي التقهقر خلف قناة السويس هو اقتراح غير مقبول، وغير قابل للنقل للقاهرة. وأعتقد أن الاقتراح المعقول هو إيقاف النار والعودة إلى الحالة التي كانت قبل حرب 1967.
ج. وفيما يخص إثارة الموضوع في الأمم المتحدة، سواء في مجلس الأمن أو الجمعية العامة، بينت أنه ليست لدي تعليمات من القاهرة ـ ولذلك فإذا كانت لديه أفكار يمكن إبلاغكم بها غير الفكرة الغير قابلة للنقل الخاصة بإيقاف النار والانسحاب المصري من جميع الأراضي ـ وذكرت أن هذا مجرد سؤال خطر لي وليس سؤالاً من القاهرة.
د. قال كيسنجر أنه يفهم ما ذكرته ـ ويعتقد أن لأعمال اليوم دلالتها ـ لاتيني ( ينقل عبارة قالها كيسنجر وأراد نقلها كما هي بالإنجليزية) "يو ميد ايه سترونج بوينت" (You Made A Strong Point) ـ أي أنكم سجلتم نقطة قوية، قاصداً بذلك النجاح الساحق لعملية العبور.
د.يحي ألشاعر