د. يحي ألشاعر- Admin
- المساهمات : 318
تاريخ التسجيل : 06/10/2018
الموقع : http://www.oocities.org/yahia_al_shaer/
من طرف د. يحي ألشاعر الجمعة نوفمبر 09, 2018 8:10 am
التعذيب في عصر الطاغية السادات بالارقام والتواريخ
..ماذا تقول الأرقام و الوثائق عن المعتقلات و السجون فى عهد السادات؟
فى فترة حكم أنور السادات التى امتدّت 11 سنه بلغ عدد أوامر الاعتقال الصادرة من أجهزته السلطويّة فى عهده أكثر من 19 ألف أمر اعتقال (أى 19 ألف أمر اعتقال رسمى غير الاعتقالات التى تمّت دون صدور أوامر اعتقال رسميّة بخصوصها بموجب قانون الطوارئ الذى قدّمه السادات هديّة لشعبه من أجل التعبير عن مدى حبّه لشعبه ورغبته فى أن يجعله يتمتّع بحرّيته)
تم فى عهد السادات اعتقال 2100 شاب جامعى أثناء مظاهرات طلبة الجامعات فى العام الدراسى 1971/1972 ودى بالمناسبه كانت مظاهرات احتجاج موجّهة ضد تقاعسه وتسويفه وتردّده واحجامه عن دخول معركة التحرير بعد أن كان قد أعلن بعظمة لسانه فى مجلس الشعب أن عام 1971 سيكون عام الحسم خاصّة وأنه كان قد تسلّم السلطة بعد انجاز حائط الصواريخ واستيفاء كافة تجهيزات سلاحى الطيران والمدرّعات بل وكان قد تم اعتماد خطّة جرانيت-2 للعبور والوصول للمضائق والتى تم التدريب عليها عمليّا بالفعل قبل تسلّم السادات للسلطة , ولهذا لم يكن من الغريب تبرّم طلبة الجامعة وتململ قيادات الجيش – التى وصلت الى الدرجة التى أفرزت حادثة 12 أكتوبر 1972 الشهيرة والتى اخترقت فيها وحدة سيّارات ميكانيكيّة وسط القاهرة حتّى وصلت الى مسجد سيّدنا الحسين للاعتصام هناك احتجاجا على تسويف وتأجيل قرار المعركه- ناهيك عن تعالى أصوات الكتّاب والمثقّفين للاعراب عن تبرّمهم من تردّد السادات وتأجيله للحسم أكثر من مرّه للدرجة التى جعلتهم ينشرون عريضة تذمّر من هذا التقاعس فقام السادات بترتيب لقاء لهم مع عبد القادر حاتم وزير الاعلام وقتها –ضم الاجتماع نخبة مثقفى وأدباء وكتّاب مصر وعلى رأسهم نجيب محفوظ و توفيق الحكيم
تم فى عهد السادات اعتقال 6800 شخص أثناء وبعد مظاهرات الطعام فى 1977 وهى الأحداث التى مثّلت أكثر مشاعر غضب شعبنا عفويّه وأكثرها عنفا بعد أن أفلحت قرارات السادات الاقتصاديّة التى كانت ترجمتها أن الحياة لن تصبح محتملة للسواد الأعظم من الشعب فى أن تجعل شعب معروف عنه الصبر والمسالمة والرضاء بالنصيب والقناعة ينفجر فى انتفاضة شعبيّة وصفها السادات فى صفاقة واستغفال للتاريخ ولشعبه بأنها انتفاضة حراميّة وكأن جموع الشعب التى انطلقت بعفوية لتعبّر عن غضبها العارم والجامح على قراراته الاقتصادية التى لاتصدر عن زعيم يكترث بما فيه الكفاية بمعاناة السواد الأعظم من الشعب والتى كادت أن تصيبهم فى مقتل رغيف خبزهم وقوت يومهم ماهى الاّ جموع من الحراميّه
تم فى عهدالسادات اعتقال 9300 شخص كان أغلبهم من صفوة مثقّفى ومفكّرى ومستنيرى البلد ورموزها الدينيّه والثقافيّه والسياسيّة والفكرية خلال هوجة اعتقالات 3 سبتمبر المحمومة الرعناء والتى بهدل فيها السادات خيرة وصفوة رجالات ونساء البلد
حكم السادات مصر 11 سنه منها 8 سنوات لم تكن بها حالة مواجهة حربيّة مباشرة مع اسرائيل فاعتقل فيها أكثر من 19 ألف شخص رسميّا بينما سلفه جمال عبد الناصر الذى وصف فى الكلمات عاليه بأنه افتخر بالمعتقلات وتوسّع فيها كان قد حكم مصر لمدة 18 سنة كانت كلّها فى حالة استنفار عسكرى فى مواجهة اسرائيل وكانت فترة حكمه هى فترة التحوّل الرئيسية فى تاريخ مصر الحديث على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية و فى ظل تعرّض مصر لمؤامرات دولية واسعة النطاق وضغوط عاتية للتخلّى عن المطالبة بحقوق العرب بوصفها قلبهم النابض , ورغم كل ذلك لم يتعدّى عدد أوامر الاعتقال الصادرة فى عهده 12 ألف أمر اعتقال (طبقا لنص البيان الذى أدلى به النبوى اسماعيل عندما كان وزيرا للداخلية فى مجلس الشعب وبحضور أنور السادات)..... وعندما تسلّم السادات الحكم كانت طاقة خطوط المراقبة التليفونية والتسجيل الهاتفى 1200 خط فاذا بها تقفز فى عهده المجيد الى أكثر من 16 ألف خط ( بيتهيّألى الجماعه اللى بيتكلّموا عن طفرة فى البنية التحتيّة فى عهد السادات ماكانش قصدهم بالتأكيد هذه الزيادة المهولة فى عدد خطوط تليفونات المراقبه)
اعتقل السادات وأهان وبهدل وسجن وحبس صفوة مصر ورموزها : محمد حسنين هيكل و فؤاد سراج الدين , عبد الفتّاح حسن , فتحى رضوان , المهندس عبد العظيم أبو العطا , ابراهيم طلعت , د. محمد عبد السلام الزيّات , محمد فائق , د.حلمى مراد (نائب رئيس حزب العمل) , حامد زيدان ( رئيس تحرير جريدة الشعب) , محمد أبو الفضل الجيزاوى و ابراهيم يونس (من أقطاب حزب العمل) , د. فؤاد مرسى و د. اسماعيل صبرى عبد الله و د. جلال رجب و د. محمد أحمد خلف الله و د. وفريد عبد الكريم و صبرى مبدى و د.على النويجى و عبد العظيم المغربى و محمد خليل والشيخ مصطفى عاصى ( وهم يمثّلون أغلب ان لم يكن كل اللجنة المركزيّة لحزب التجمّع التقدّمى الوحدوى , ناهيك عن اعتقال وبهدلة جميع نوّاب مجلس الشعب المستقلّين الّذين تدين لهم العديد من المجالس النيابيّة بالفضل فى اضفاء الحيويّة والزخم النيابى لها مثل أحمد فرغلى و عادل عيد و د. محمود القاضى و كمال أحمد , ده طبعا بالاضافة للغالبية الساحقة من مجلس نقابة المحاميين ان لم يكن كل مجلس النقابة ومن أبرزهم النقيب الأكبر للمحاميين ورجل القانون الجليل الذى قلّما يجود الزمان بمثله الأستاذ عبد العزيز الشوربجى بالاضافة الى لفيف من خيرة رجال القانون بمصر من أمثال محمد فهيم وعبد العزيز محمد ومحمد عيد.........
ده كلّه بالطبع غير اعتقال وحبس وبهدلة أساتذة الجامعات البارزين والذين كانوا يعتبرون رموزا قلّما يتاح لشعب ما الاستنارة بهم مثل (على سبيل المثال لا الحصر) د.كمال الابراشى و د. ميلاد حنّا و د.عبد المحسن حمّوده...الخ الخ الخ , ناهيك عن عدد مهول من أبرز المثقّفين فى الحياة المصريّة مثل (على سبيل المثال لا الحصر) د.عصمت سيف الدولة و صلاح عيسى وصابر بسيونى و محمود زينهم وحسين عبد الرازق و حمدين الصبّاحى وكمال عطيّه الخ الخ الخ الخ..... حتّى القيادات النسائية كالسيدة لطيفة الزيّات مثلا لم تسلم من الاعتقال
ولم يفت أنور السادات ان يعتقل ويحبس ويهين ويقوم ببهدلة رموز مصر من رجال الدين أمثال (على سبيل المثال لا الحصر) الأستاذ عمر التلمسانى والشيخ المحلاّوى والشيخ عيد والشيخ كشك والأنبا ابشواى (الأنبا شنودة تمت محاصرته بقوّات تكفى لمعركة عبور جديدة فى وادى النطرون) بالاضافة لمئات من الشيوخ والقسس والرهبان والأساقفه والمطارنه
وصل السادات فى الاعتقال والحبس والسجن والقهر الى الدرجة التى جعلت الحكومة الفرنسية (ورئيس وزرائها صديق شخصى له) تصدر بيانا تستنكر فيه هذه الانتهاكات للديموقراطية والحرّيات بعد أن جعلها أنور السادات غير قادرة على السكوت عن ابداء موقفها تجاه احدى أكبر حملات الاعتقال فى العصر الحديث
عقد أنور السادات مؤتمرا صحفيا عالميّا بعد 4 ايام من هوجة اعتقالات سبتمبر 1981 فى ميت أبو الكوم (التى كان يستجم فيها بعد انهائه لعاصفة الاعتقالات العنيفة) ليواجه عاصفة صحفيّة من الاستنكار والانتقاد من جانب الصحفيين الأجانب الذين هالتهم هوجة الاعتقالات (كمّا ونوعا) ممّا دفع أعصاب أنور السادات الله يرحمه (ويسامحه بقى) الى الانهيار ليفقد أعصابه بالكامل ويقول بانفعال تشنّجى مخجل الى أحد الصحفيين : ( لو لم نكن فى بلد "حر" لكنت أخرجت المسدّس وضربتك بالنار!!!!!!!!!!!! !)....... .حاجه تكسف والله.....أصيب بجنون العظمة فى أواخر أيّامه ولا مجال لانكار هذا
بعد هوجة اعتقالات 3 سبتمبر بحوالى عشرة أيام وفى 15 سبتمبر 1981 كان حابب يعمّم الشعب المصرى ويلبّسه الطاسه فى حديثه التليفزيونى الشهير (الذى شائت أقداره أن يكون الأخير) و ظن أن الشعب المصرى أهبل وبرياله وممكن يأكل من حركاته التمثيليّه القرعه كان طول عمره نفسه يبقى ممثّل من أيّام ما اتقدّم للفنانة عزيزة أمير فى مسابقة الوجوه الجديدة التى طلبتها لفيلمها "تيتا ونج" قبل التحاقه بالكلّية الحربية فتمّت زحلقته بصنعة لطافة –كما حكى هو بنفسه هذه القصّة فى كتابه ثلاثين شهرا فى السجن والذى قام بسحبه من الأسواق عندما وصل للسلطة- ليجد نفسه فى نهاية المطاف نجم الشبّاك وأكثر من مثّل على شعبه )...
ولأن أنور السادات كان متأثرا قلبا وقالبا بالسينما الأمريكية وبالأفلام الأمريكية وبالحياة الأمريكية وبالحركات الأمريكية فقد قرر فى هذا الخطاب أن يحاول تقليد أحاديث روزفلت للشعب الأمريكى بجوار مدفأة مكتبه فى البيت الأبيض حتى يبدو الحديث من القلب ومفعم بالدفء , ولكن خطابه كان كارثة و كان أدائه التمثيلى فاشلا ويدعو للرثاء وهاجم الجميع حتّى كان "الماستر – سين" فى "الفيناله" مريعا ويدعو للاشمئزاز والتقيّؤ عندما هاجم الشيخ المحلاّوى (الذى كان ينتقد فى مواعظه الترف الزائد والبذخ الشديد فى أسلوب حياة أنور السادات قائلا عنه :
" والآن هذا الرجل ملقى فى السجن كالكلب!!!!!!!"