الموقف يحتم تدخل الدولة والمخابرات العامة
تواجد نشاط المخابرات العامة الفعلى والايجابى فى بورسعيد
[/align]
فيما يلي ، جزء مقتبس من كتابي "الوجه الآخر للميدالية" عن تدخل تدخل الدولة والمخابرات العامة في الموقف في بورسعيد ، ويمكن تتبع بقية الصفحات في الكتاب
اصبح من الواضح ضرورة تواجد نشاط المخابرات العامة الفعلى والايجابى فى بورسعيد فى ضوء خطة الدفاع والمقاومة الشعبية على المستوى الوطنى الشامل ولهذا تم اختيار مكتبها فى الأسماعيلية لتنفيذ عمليات المقاومة الشعبية المسلحة السرية ضد قوات الغزو نظرا لموقعه الجغرافى المناسب ولخبرته ولتوفر شبكة اتصالاته الواسعة حيث انه كان مسئولا عن كل العمليات السرية فى منطقة قناة السويس خلال أيام الأحتلال البريطانى لمنطقة القنال حتم ذلك ، توفير الاتصالات الدئمة بين قيادة المقاومة السرية فى بورسعيد والرئاسةوإدارة المخابرات العامة فى القاهرة ، وهو ما يستدعى تهريب جهاز لاسلكى قوى الى المدينة وتخبئته فى مكان مأمون يثق من أصحابه ولا يدنوا اليه الشك ، فقد بدأت المخابرات البريطانية تحت قيادة قائدها الضابط البريطانى "جون وليامز" فى المدينة فور أحتلالهم يمحاولاتهم لإجتذاب أى مواطن للعمل معهم البريطانيون والأغراء بالمال وخلافه
واستدعى ذلك ، القيام بعملية تهريب جهازلاسلكى قويا وإختيار ضابطا لتولى مسؤليته والأختباء فى المدينة وكان الملازم الملازم أول فرج محمد فرج من سلاح الاشارة بالقوات المسلحة يعمل فى مكتب الأسماعيليةلتدعيم مجموعة اللاسلكى هناك كأحد المسئوولين عن شبكات ألإتصالات أللاسلكية هناك ، ورغم مرور خمسون عاما على عملية تهريب جهاز اللاسلكي الرئيسي وإخفائه فى منزل يحى الشاعر، فما زال العديد من التفاصيل مجهولة عما وكيفية متا حدث .وفيما يلى تفاصيل
الصاغ كمال الدين يأمر فرج بالتسلل الى بورسعيد
لم يكن فرج يعلم مصيره الذى ينتظره عندما استدعاه الصاغ كمال الدين بعد ظهر يوم الأثنين 5 نوفمبر 1956 حوالى الساعة الثانية للحضور فورا لغرفة مكتبهالصغيرة المتواضعة بالطابق الأول من مبنى المكتب بعدما غادر الرئيس جمال عبد الناصر الأسماعيلية فى السيارة السوداء الصغيرة بعد رحلته السرية للاسماعيلية يوم ألأحد 4 نوفمبر بصحبةقائد الجناح عبد اللطيف البغدادى لتفقد قوات ألدفاع الشعبى هناك ثم خضوعه لالحاح زملائه بالتخلى نيته وعدم مولاة السفر الى بورسعيد إذ كان عبد الناصر قد صمم على إستئناف رحلته إلى بورسعيد فورا ليتولى من هناك قيادة معركة
المقاومة الشعبية السرية
ويروى ويدون بخطه الملازم (أللواء أ ح) فرج محمد فرج عثمانتوالى أحداث هذا اليوم كما يلى(ْْْْxxx)
" فى البداية بعد تخرجى من الكلية الحربية كان من حظى أن أخدم فى قطاع غزة مع الحرس الوطنى ضد اسرائيل منذ عام 1955 وحتى منتصف 1956- وعدت الى القاهرة لتكليفى بمهمة أخرى وتجهيز الأتصالات اللاسلكية لجيش التحرير الوطنىبقيادة السيد وزير التربية والتعليم „الصاغ“ ، وفى يوم 29 أكتوبر 1956 بدأت القوات البريطانية والفرنسية بالهجوم على بورسعيد ومعهم القوات الأسرائيلية فى سيناء وهو ماسمى العدوان الثلاثى على مصر وفى القاهرة، استدعاه كمال الدين حسين وما كدت أدخل غرفة مكتب كمال الدين حسين حتى سألنىعضو مجلس الثورة المسؤول عن قوات جيش الحرس الوطنى اذا كنت أود أن أتطوع للشهادة فى سبيل الله والوطن. "
وأجابه فرج بأن المسؤلية تجاه الوطن لا تسدعى التطوع للشهادة بل تبغيها اذا لزم وانها فرض على كل مواطن ومؤمن .." وفهم فرج فورا ما هو مطلوب منهأى التسلل الى بورسعيدوأضاف فرج بانه على استعداد للذهاب فوراولم يضع كمال الدين حسين اى وقت فأصدر اوامره لفرج بالتوجه الى بورسعيد والتسلل الى المدينة كمسئولا عن ألإتصالات أللاسلكية فى بورسعيد يدعم عمليات المقاومة السرية المنتظرة فى بورسعيدبعد اخذ الاوامر التنفيذية المباشرة من البكباشى محمد عبد الفتاح ابو الفضل
واصدر كمال حسين أوامره الى ابوالفضل بأن ينضم فرج ومعه مجموعة قوات اللاسلكى من الحرس الوطنى من تحت قيادة اللواء عبدالفتاح فؤاد الى المخابرات وتعيينه فيها لتيولى من هناك مسئولية توفير جميع وسائل الاتصالات اللاسلكية مع القصر الجمهورى ومع ادارة المخابرات العامة فى القاهرة ومع مكتبها فى الاسماعيلية وعليه ان يأخذ معه جهاز لاسلكى قوى الارسال سوف توفره له الأدارة من معدات مكتبالاسماعيلية الى بورسعيد.."
ونفذ فرج للأمر ونقلت معه جميع المعدات اللاسلكية وأفراد مجموعة الأتصالات والأشارة لتتبع المخابرات العامة
وفى اليوم التالى طلب ابوالفضل من فرج تجهيز جهازين لاسلكين (عرف فيما بعد انهم كانوا فى حوزة سمير غانم ، وكان أحدهما هو الذي إستعمله "ليفون" عندما قبض عليه في قضية التجسس المشهورة ، علاوة علي تواجد جهاز إحتياطى) وعربة
بإختصار شديد، طلب منه تجهيز جهازين لاسلكين الى مهمة لم أخطر بها، وكانت هذه المهمة بقيادة „الصاغ“ ... وقتها ... عبدالفتاح ابوالفضل و(الصاغ) محمد فائق وزير الأعلام الاسبق،
وفى الصباح توجهوا الى المنصورة منطلقين من الأسماعيلية فى سيارة شفرليه وهناك تأكدت أدراكاته بوجهة نظر الرحلة ونظرا لسوء الأحوال الجوية جعل المطر الغريز التحرك على الطريق الزراعى الترابى شيئا صعبا ، وهكذا اضطروا الى المبيت فى المنصورة حتى الصباح التالى، حيث غيرون السيارة العادية الى سيارة ستيشن واجين تم تحميل كل الأجهزة والأفراد من عمال اللاسلكى عليها ، ثم قام فرج بقيادة السيارة وجلس الى جانبه كل من عبد الفتاح ابوافضل ومحمد فائق وتوجهم الى المطرية دقهلية مارين بالمنزلة وهناك أخبر فرج أن يبقى فى المطرية لتجهيز اللاسلكى حيث يحتمل أن أتخلص من هذه الأجهزة فى المياه اذا وقعت فى مأزق مع الأنجليز .... "
إنتهي نص هذه الفقرات من الجزء الأول من حديث الملازم أول "إشارة" فرج محمد فرج
د. يحي الشاعر
مقتطف من سطور كتابى
" الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
بقلم يحى الشاعر
الطـبعة الثـانية 2006
طبعة موسعة
رقم الأيداع 1848 2006
الترقيم الدولى isbn 977 – 08 – 1245 - 5
تواجد نشاط المخابرات العامة الفعلى والايجابى فى بورسعيد
[/align]
فيما يلي ، جزء مقتبس من كتابي "الوجه الآخر للميدالية" عن تدخل تدخل الدولة والمخابرات العامة في الموقف في بورسعيد ، ويمكن تتبع بقية الصفحات في الكتاب
اصبح من الواضح ضرورة تواجد نشاط المخابرات العامة الفعلى والايجابى فى بورسعيد فى ضوء خطة الدفاع والمقاومة الشعبية على المستوى الوطنى الشامل ولهذا تم اختيار مكتبها فى الأسماعيلية لتنفيذ عمليات المقاومة الشعبية المسلحة السرية ضد قوات الغزو نظرا لموقعه الجغرافى المناسب ولخبرته ولتوفر شبكة اتصالاته الواسعة حيث انه كان مسئولا عن كل العمليات السرية فى منطقة قناة السويس خلال أيام الأحتلال البريطانى لمنطقة القنال حتم ذلك ، توفير الاتصالات الدئمة بين قيادة المقاومة السرية فى بورسعيد والرئاسةوإدارة المخابرات العامة فى القاهرة ، وهو ما يستدعى تهريب جهاز لاسلكى قوى الى المدينة وتخبئته فى مكان مأمون يثق من أصحابه ولا يدنوا اليه الشك ، فقد بدأت المخابرات البريطانية تحت قيادة قائدها الضابط البريطانى "جون وليامز" فى المدينة فور أحتلالهم يمحاولاتهم لإجتذاب أى مواطن للعمل معهم البريطانيون والأغراء بالمال وخلافه
واستدعى ذلك ، القيام بعملية تهريب جهازلاسلكى قويا وإختيار ضابطا لتولى مسؤليته والأختباء فى المدينة وكان الملازم الملازم أول فرج محمد فرج من سلاح الاشارة بالقوات المسلحة يعمل فى مكتب الأسماعيليةلتدعيم مجموعة اللاسلكى هناك كأحد المسئوولين عن شبكات ألإتصالات أللاسلكية هناك ، ورغم مرور خمسون عاما على عملية تهريب جهاز اللاسلكي الرئيسي وإخفائه فى منزل يحى الشاعر، فما زال العديد من التفاصيل مجهولة عما وكيفية متا حدث .وفيما يلى تفاصيل
الصاغ كمال الدين يأمر فرج بالتسلل الى بورسعيد
لم يكن فرج يعلم مصيره الذى ينتظره عندما استدعاه الصاغ كمال الدين بعد ظهر يوم الأثنين 5 نوفمبر 1956 حوالى الساعة الثانية للحضور فورا لغرفة مكتبهالصغيرة المتواضعة بالطابق الأول من مبنى المكتب بعدما غادر الرئيس جمال عبد الناصر الأسماعيلية فى السيارة السوداء الصغيرة بعد رحلته السرية للاسماعيلية يوم ألأحد 4 نوفمبر بصحبةقائد الجناح عبد اللطيف البغدادى لتفقد قوات ألدفاع الشعبى هناك ثم خضوعه لالحاح زملائه بالتخلى نيته وعدم مولاة السفر الى بورسعيد إذ كان عبد الناصر قد صمم على إستئناف رحلته إلى بورسعيد فورا ليتولى من هناك قيادة معركة
المقاومة الشعبية السرية
ويروى ويدون بخطه الملازم (أللواء أ ح) فرج محمد فرج عثمانتوالى أحداث هذا اليوم كما يلى(ْْْْxxx)
" فى البداية بعد تخرجى من الكلية الحربية كان من حظى أن أخدم فى قطاع غزة مع الحرس الوطنى ضد اسرائيل منذ عام 1955 وحتى منتصف 1956- وعدت الى القاهرة لتكليفى بمهمة أخرى وتجهيز الأتصالات اللاسلكية لجيش التحرير الوطنىبقيادة السيد وزير التربية والتعليم „الصاغ“ ، وفى يوم 29 أكتوبر 1956 بدأت القوات البريطانية والفرنسية بالهجوم على بورسعيد ومعهم القوات الأسرائيلية فى سيناء وهو ماسمى العدوان الثلاثى على مصر وفى القاهرة، استدعاه كمال الدين حسين وما كدت أدخل غرفة مكتب كمال الدين حسين حتى سألنىعضو مجلس الثورة المسؤول عن قوات جيش الحرس الوطنى اذا كنت أود أن أتطوع للشهادة فى سبيل الله والوطن. "
وأجابه فرج بأن المسؤلية تجاه الوطن لا تسدعى التطوع للشهادة بل تبغيها اذا لزم وانها فرض على كل مواطن ومؤمن .." وفهم فرج فورا ما هو مطلوب منهأى التسلل الى بورسعيدوأضاف فرج بانه على استعداد للذهاب فوراولم يضع كمال الدين حسين اى وقت فأصدر اوامره لفرج بالتوجه الى بورسعيد والتسلل الى المدينة كمسئولا عن ألإتصالات أللاسلكية فى بورسعيد يدعم عمليات المقاومة السرية المنتظرة فى بورسعيدبعد اخذ الاوامر التنفيذية المباشرة من البكباشى محمد عبد الفتاح ابو الفضل
واصدر كمال حسين أوامره الى ابوالفضل بأن ينضم فرج ومعه مجموعة قوات اللاسلكى من الحرس الوطنى من تحت قيادة اللواء عبدالفتاح فؤاد الى المخابرات وتعيينه فيها لتيولى من هناك مسئولية توفير جميع وسائل الاتصالات اللاسلكية مع القصر الجمهورى ومع ادارة المخابرات العامة فى القاهرة ومع مكتبها فى الاسماعيلية وعليه ان يأخذ معه جهاز لاسلكى قوى الارسال سوف توفره له الأدارة من معدات مكتبالاسماعيلية الى بورسعيد.."
ونفذ فرج للأمر ونقلت معه جميع المعدات اللاسلكية وأفراد مجموعة الأتصالات والأشارة لتتبع المخابرات العامة
وفى اليوم التالى طلب ابوالفضل من فرج تجهيز جهازين لاسلكين (عرف فيما بعد انهم كانوا فى حوزة سمير غانم ، وكان أحدهما هو الذي إستعمله "ليفون" عندما قبض عليه في قضية التجسس المشهورة ، علاوة علي تواجد جهاز إحتياطى) وعربة
بإختصار شديد، طلب منه تجهيز جهازين لاسلكين الى مهمة لم أخطر بها، وكانت هذه المهمة بقيادة „الصاغ“ ... وقتها ... عبدالفتاح ابوالفضل و(الصاغ) محمد فائق وزير الأعلام الاسبق،
وفى الصباح توجهوا الى المنصورة منطلقين من الأسماعيلية فى سيارة شفرليه وهناك تأكدت أدراكاته بوجهة نظر الرحلة ونظرا لسوء الأحوال الجوية جعل المطر الغريز التحرك على الطريق الزراعى الترابى شيئا صعبا ، وهكذا اضطروا الى المبيت فى المنصورة حتى الصباح التالى، حيث غيرون السيارة العادية الى سيارة ستيشن واجين تم تحميل كل الأجهزة والأفراد من عمال اللاسلكى عليها ، ثم قام فرج بقيادة السيارة وجلس الى جانبه كل من عبد الفتاح ابوافضل ومحمد فائق وتوجهم الى المطرية دقهلية مارين بالمنزلة وهناك أخبر فرج أن يبقى فى المطرية لتجهيز اللاسلكى حيث يحتمل أن أتخلص من هذه الأجهزة فى المياه اذا وقعت فى مأزق مع الأنجليز .... "
إنتهي نص هذه الفقرات من الجزء الأول من حديث الملازم أول "إشارة" فرج محمد فرج
د. يحي الشاعر
مقتطف من سطور كتابى
" الوجه الآخر للميدالية، حرب السويس 1956 ،
أسرار المقاومة السرية فى بورسعيد"
بقلم يحى الشاعر
الطـبعة الثـانية 2006
طبعة موسعة
رقم الأيداع 1848 2006
الترقيم الدولى isbn 977 – 08 – 1245 - 5